شعرية الخطابة السياسية فى عصر بنى أمية : دراسة فى بلاغة الخطابة.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

لم تتأثر حياة مجتمع بالسياسة ، مثلما تأثر المجتمع الأموي ، فبعد تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان ، وبعد أن آل الأمر لبني أمية ، ظهرت أحزاب لا ترضى عن حکمهم ، منها أحزاب الشيعة والخوارج والزبيريين ، فوقف خلفاء بن أمية ، لهم بالمرصاد بالترغيب تارة والترهيب والقتل تارة أخرى ، کل ذلک أدى إلى نشوء فن الخطابة السياسية تکريساً لحکم بني أمية ، ونشراً لأفکار الطاعة وحقهم في السلطة ، وانتشرت الخطابة السياسية انتشارا واسعاً ، وشاعت على ألسنة الخلفاء والأمراء والقواد وزعماء الأحزاب المختلفة وقام على الجانب الآخر في أحزاب الشيعة والخوارج خطباء ، يناهضونهم ويدبجون من أجل ذلک الخطب المضادة ، التي تدعوا للثورة عليهم والخروج عن طاعتهم 
ولقد تناول کثير من الباحثين جوانب متعددة في هذه الخطابة ، مثل القيم الخلقية من التقوى والإيخاء والطاعة وغيرها ، ولکن لم يتناول جانب الشعرية أو ما يعرف بالأدبية بشکل کافٍ ومستقل خاصة وأن هذا النوع من الخطب يمتاز بأسلوب شعري رصين فالمفردة تختار بدقة وعناية بحيث يکون لها إشعاع إيحائي بعدد من الدلالات ، والجملة کذلک تنتظم في سلسلة مترابطة متکاملة بحيث لا يمکن أن تشذ کلمة عن أختها وتخرج عن الدلالة العامة کما نوع الخطيب في أسلوبه بين الخبر والإنشاء وزاوج بين الأساليب لفتاً للإنتباه وإثراء للمعنى موظفاً لآيات القرآن الکريم والشعر ، وهو مايعرف بالتناص مستخدماً أساليب البديع والبيان مما جعل الخطبة السياسية کالقصيدة الشعرية الخالدة لما تتضمنه من أساليب بلاغية وصور إيحائية وجماليات شعرية في منتهى الحساسية تعبر عن أدق الانفعالات والأحاسيس.

الكلمات الرئيسية