النشاط الاقتصادي للدولة الطاهرية في إقليم خراسان (207 – 259هــ / 820- 872 م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كليه الاداب .حامعه بنها

المستخلص

استفادت هذه الدولة من الصراع الذي حدث بين الأخوين الأمين والمأمون حول الخلافة، حيث إن مساندة الطاهريين للمأمون والذي تمكن بفضل مساندتهم من قهر أخيه الأمين وتولي منصب الخلافة، جعلتهم يصبحون من أصحاب النفوذ والسلطة في الدولة العباسية آنذاك، فسيطروا على خراسان ووطدوا نفوذهم فيها، مما مكنهم من الاستقلال عن الدولة العباسية فيما بعد بقيادة طاهر بن الحسين مؤسس الدولة والذي كان من كبار قادة المأمون. هذه الدولة وان كانت قد تمتعت بحكم ذاتي، وبتسيير شؤونها الداخلية بعيداً عن سلطة الخلافة العباسية إلا أنها ظلت قريبة منها. فقد ظل هؤلاء الطاهريون يحتفظون بنفوذهم في  خراسان ولا يهملون أمور بغداد ونجدت الخلافة إذا احتاجت إليهم، وبالتالي كان لهم دور واضح في مجريات الأحداث التي وقعت خلال تلك الفترة.
  في الجانب الاقتصادي نجد أن سلطات الدولة الطاهرية الحاكمة بخراسان  على استصلاح الأراضي الزراعي، ونظم الري، وعملت على توفير الوسائل اللازمة لذلك؛ وذهبت بهم العناية إلى إحداث قوانين مكتوبة على هيئة كتب خاصة بالزراعة ونظم الري، فأصبحت هذه الكتب حجة عند نشوب الخلاف على المياه في هذه الاصقاع.
تعدد الصناعات بإقليم خراسان عصر الإمارة الطاهرية، حيث ازدهرت فيها صناعة المنسوجات أصبحت من الصناعات المتميزة، والتي حظيت باهتمام ورعاية الأمراء ، وازدهرت ازدهارًا كبيرًا في أهم مدن فارس كنيسابور ومرو، التي كانت من أهم مراكز تلك الصناعة وخاصة صناعة القلانس والعمم والجلاليب ذات الألوان البهيجة والمطرزة بالرسومات المتقنة غاية في الإتقان.
ترتب على ازدهار الزراعة والصناعة نشاط التجارة الداخلية والخارجية, فصدرت كثير من منتجات إقليم خراسان للبلاد المجاورة وغيرها من بلدان العالم الإسلامي, وهو ما أسهم في زيادة موارد الخزينة  للدولة الطاهرية .

الكلمات الرئيسية