حاولت هذه الدراسة بأدوات منهجية حديثة أن تستجلى التقنيات التشكيلية والأنساق الدلالية فى كتاب (رحلة الأندلس.. حديث الفردوس الموعود) للدكتور حسين مؤنس، بوصفه أنموذجًا فريدًا للخطاب الرِّحلِىِّ الحديث، لا على مستوى الذات المركزية للمحكى الرحلى وتنوع هويتها الثقافية فحسب، وإنما على مستوى التشكيل الفنى للخطاب ومكوناته الدلالية والثقافية أيضًا. وقد تضمنت الدراسة مقدمة وتمهيداً ومبحثين وخاتمة، فأبانت المقدمة عن دواعى إيثار هذا الموضوع بالدراسة وأهميته، وأهداف الدراسة ومنهجها، وتناول المدخل لمحات من سيرة "حسين مؤنس" وإبداعه، كما عرض لمفهوم الرحلة لغة واصطلاحًا، وتكفَّل المبحث الأول، وعنوانه: (آليات التشكيل السردى للرحلة) بالكشف عن طرائق تشكيل النصوص الموازية واشتغالها داخل نص الرحلة، والإبانة عن مقاصد تأويلها المعلنة والمضمرة فى ضوء قراءة فاحصة للمتن الرحلى، كما حاول المبحث أن يكشف عن أنماط السارد الرحلى وزوايا رؤيته ووظائفه ومنهجيته وخصائصه الأسلوبية، وأثر الزمن فى البناء السردى وتداخله مع المكان لتشكيل الفضاء الفنى للنص الرحلى، ودوره فى تقديم الأحداث وتعميق الإحساس بها فى ضوء سياقاتها التاريخية والاجتماعية والنفسية، وأبرز التقنيات التى مكَّنت السارد من تنظيم عرض الأحداث وتجاوز الخطية الزمنية، والتحكم فى إيقاع السرد، كما سعى المبحث إلى الكشف عن أهم الاستراتيجيات التى ارتكز عليها السارد فى وقفاته الوصفية لتقريب المشاهد المرئية والمُتخَيَّلة إلى ذهن المتلقى، وأما المبحث الثانى، وعنوانه: (المكونات الدلالية والثقافية لخطاب الرحلة) فعُنى برصد المكونات الدلالية والثقافية لخطاب الرحلة، ثم كانت الخاتمة التى أجملت أبرز النتائج.