إن الشخصية هي العمود الفقري الذي يقوم عليه البناء الفني في المسرحية؛ فمن خلالها تتكون الأحداث وتتشابك وتتضح الرؤى، وقد أدرك كُتَّاب المسرحية أن التراث التاريخي مصدر غني يتوجب عليهم أن لا يستغنوا عنه؛ لذا قام إبراهيم رمزي باستدعاء واقعة تاريخية شهيرة هي واقعة المنصورة، وقد اختارت الباحثة من الشخصيات التاريخية التي وظفها إبراهيم رمزي شخصية بيبرس التاريخية التي وظفها الكاتب توظيفًا فنيًا متكاملاً، بالإضافة إلى توظيف الكاتب لشخصيات غير التاريخية افتراضية متخيلة لا وجود لها في الواقع؛ حيث يلجأ الكاتب إلى الشخصيات غير التاريخية للتخلص من تبعات الوثيقة التاريخية، والتصرف بحرية في وضع الشخصية وتلفظاتها دون أي قيد مرجعي، فهي المساحة الإبداعية التي تمنح الكاتب القدرة على التعبير عن أفكاره بطريقة سلسة، وتُضفي على النصوص الموظّفة للشخصية التاريخية الواقعية مزيدًا من التلاحم، وإذا كان للأحداث الكبرى والأشخاص الكبار مَن يدوّن كل ما يتعلق بهم، فإن الصنّاع الحقيقيين للتاريخ غائبون في أغلب الأحيان، وهذا ما تحاول المسرحية التاريخية التصدي له، فمثل هؤلاء يحكون الحياة بكل ما تحمله من غنى وتعدد، ومن خلال هؤلاء نغادر القصور إلى الشوارع الخلفية، وفي مثل هذه الأمكنة نكتشف ونتعرف إلى الحياة التي كانت قائمة دون تزييف ودون فرض.
السيد عبد العزيز, جهاد. (2025). الشخصيات التاريخية وغير التاريخية في مسرحية "أبطال المنصورة" إبراهيم رمزي. مجلة کلية الآداب.جامعة بنها, 64(1), 111-132. doi: 10.21608/jfab.2025.352091.1226
MLA
جهاد السيد عبد العزيز. "الشخصيات التاريخية وغير التاريخية في مسرحية "أبطال المنصورة" إبراهيم رمزي", مجلة کلية الآداب.جامعة بنها, 64, 1, 2025, 111-132. doi: 10.21608/jfab.2025.352091.1226
HARVARD
السيد عبد العزيز, جهاد. (2025). 'الشخصيات التاريخية وغير التاريخية في مسرحية "أبطال المنصورة" إبراهيم رمزي', مجلة کلية الآداب.جامعة بنها, 64(1), pp. 111-132. doi: 10.21608/jfab.2025.352091.1226
VANCOUVER
السيد عبد العزيز, جهاد. الشخصيات التاريخية وغير التاريخية في مسرحية "أبطال المنصورة" إبراهيم رمزي. مجلة کلية الآداب.جامعة بنها, 2025; 64(1): 111-132. doi: 10.21608/jfab.2025.352091.1226