العلاقات العمانية اليمنية في ظل الوجود البرتغالي في المنطقة العربية (1028 - 1087 ه / 1618 - 1676 م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ، کلية الآداب، جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن

المستخلص

اعتمدت اليمن على التجارة والزراعة والثروات المعدنية فى اقتصادها، وکانت تصدر العطور العربية اليمنية والبخور والمر والذهب والحديد وأخشاب الزينة والبن اليمنى المشهور عالميا کسلعة تجارية بحرا وبرا إلى عمان وأوروبا، وإلى شرق آسيا کالهند والصين. کذلک کونت عمان علاقات تجارية قوية ومزدهرة فى کل من اليمن والعراق وبلاد فارس والبحرين، حيث کان العمانيون ينقلون السلع والمنتجات من هذه المناطق وإليها، ولم يکتفوا بذلک بل أصبحوا تجارا ووسطاء بين تجار المناطق الأخرى. بفضل موقع عمان الجغرافى الأکثر ملاءمة للملاحة والتجارة المتبادلة بين الدول. وقد اشتهرت عمان بإنتاج وتصدير عدد من السلع، مثل المنسوجات والتمور والنحاس واللبان، إلى جانب السلع التى کانت تمر عبر الموانئ العمانية، وبذلک تعددت الصادرات والواردات بين عمان واليمن، وهذا دلالة على ازدهار التجارة والمکانة الاقتصادية العمانية فى ذلک الوقت. وقد سمى بعض المؤرخين القرن الحادى عشر الهجرى / السابع عشر الميلادى بالعصر الذهبى للتجارة والملاحة فى منطقة الخليج العربى وبحر العرب. إلا أن الصراع العمانى البرتغالى فى السواحل الجنوبية للجزيرة العربية أثر سلبا فى العلاقات بين العمانيين والقوى الإقليمية، وخاصة اليمن فقد کان من الطبيعى أن تتأثر تللک التجارة نتيجة الهجوم العمانى على البرتغاليين قبالة السواحل اليمنية، فتأثرت سلبا تلک الأرباح التى تجنيها حکومة اليمن من تلک التجارة. وأدى أيضا إلى إحجام بعض التجار عن العمل التجارى مع الموانئ اليمنية، على اعتبار أنها تشکل خطرا عليهم وعلى تجارتهم. وقد استمرت السواحل الجنوبية للجزيرة العربية ذات أهمية بالغة للخليج العربى، لأن السفن العربية والإسلامية، وخاصة العسکرية، لاتستطيع الإبحار إلى الخليج العربى أو منه دون المرور بها. فکانت هذه السواحل والموانئ دائما ضمن العلاقات بين اليمن والخليج العربى وخاصة عمان. إن السياسة المتوازنة التى انتهجها الإمام سلطان بن سيف الأول فى العلاقات مع کل من إنجلترا وهولندا قد آتت ثمارها فى إضعاف الوجود البرتغالى فى الخليج العربى والمحيط الهندى.

الكلمات الرئيسية