التسامح والإخاء الإنساني في وثيقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة : دراسة تاريخية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ، کلية الآداب، جامعة دمنهور

المستخلص

إن غاية الإسلام هى تربية الإنسان المؤمن على حب الله، وتربيته أيضا على جب ونفع الآخرين، کما يقوم الإسلام على تنمية مفهوم العلاقات الإنسانية بين البشر کذلک تنظيم العلاقات الاجتماعية فى المجتمع على هدى من الرحمة والحکمة والشفقة والعدالة والمساواة والتسامح والإخاء واحترام الغير، وترسيخ تلک المبادئ فى نفوس معتنقيه، وتلک هى الغاية التى تمثل القوة المحرکة للحضارة الإنسانية، فترقى الحياة وتسمو القيم ويظهر مايسمى بالتطور والتقدم والتکامل والتکافل الإنسانى بين أفراد المجتمع بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين. وکان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اسمه زينة الأسماء، ومحبته بلسم الأتقياء، وهو خاتم الرسل والأنبياء، جاء برسالة الإسلام عالمية غير محدودة بعصر ولا مصر ولا جيل فخاطبت کل الأمم والشعوب وکل الأجناس وکل الطبقات(1)، کما قال الله عز وجل في کتابه العزيز: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(2) وکما قال صلى الله عليه وسلم: ”بعثت إلى الناس کافة”.(3) والحضارة الإسلامية - التي ولدت من رحم الإسلام ونبعت من روحه- هي حضارة إنسانية، تهدف في المقام الأول إلى خير الإنسان واحترامه وسعادته، إلى جانب أنها حضارة قيم وأخلاق وفضائل وسمو روحي وخلقي واجتماعي وقد حملت تلک الحضارة الإسلامية- ومازالت تحمل- معاني الحب والخير لسعادة الإنسانية جمعاء، کما تحمل بين طياتها کل معاني الرحمة والشفقة والقيم الفاضلة والأخلاق الإسلامية النبيلة.(4) والمتأمل في التاريخ الإسلامي على مر العصور وما انتهجه من نهج في تعامله مع جميع الفئات من البشر سواء في الماضي أو الحاضر بمختلف توجهاتها الفکرية والاجتماعية والسياسية وغيرها، ليدرک تمام الإدراک أنه منهج يتسم بروح التسامح والسلام، والمودة والوئام، ذلک أن الإسلام في تعامله مع الآخرين يراعي الجانب الإنساني البشري.

الكلمات الرئيسية