بلاغة التکرار في نفحة الريحان لناصيف اليازجي بنية الإيقاع وتماسک النص

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية، کلية التربية، جامعة عين شمس

المستخلص

 يهدف هذا البحث إلى دراسة البنية الإيقاعية للتکرار اللفظي في ديوان نفحة الريحان للشاعر ناصيف اليازجي، ودور التکرار بأنواعه المختلفة في إحداث تماسک النص. وقد أظهرت الدراسة وجود سبعة أنواع للتکرار الإيقاعي في نفحة الريحان، حظيت بنسب تکرارية عالية، هي: التعطيف والترديد ورد العجز على الصدر والجناس والتوازيوطباق السلب والقلب. وأظهرت أيضا استخدام الشاعرعددا من السمات الأسلوبية التي کان من شأنها مضاعفة القيمة الإيقاعية لهذه الأنواع التکرارية السبعة. کما أظهرت دور التکرار فى تماسک النص الشعري في الديوان من خلال أربعةأنواع، هى: التکرار التام، والتکرار غير التام، والبنية الإيقاعية، وأخيرا التوازي.
- درس هذا البحث الوظيفتين الإيقاعية والترابطية للتکرار، فظهرت –على المستوى الإيقاعي- سبعة أشکال للتکرار کان لکل منها دوره في الإيقاع، هي: التعطيف، والترديد، ورد العجز على الصدر، والجناس، والتوازي، وطباق السلب، والقلب.
- حظيت هذه الصور التکرارية السبع بنسب تکرارية عالية، فورد التعطيف ستمائة وتسع مرات، وورد الترديد مائة وخمسا وتسعين مرة، وورد رد العجز على الصدر ثلاثمائة واثنتين وسبعين مرة، والجناس ثلاثمائة وستا وأربعين مرة، والتوازي مائة وسبع مرات، وورد طباق السلبستا وتسعين مرة، والقلب أربعا وعشرين مرة.
- عمد الشاعر إلى مضاعفة القيمة الإيقاعية لهذه الأشکال التکرارية من خلال عدد من الأمور، فضاعف القيمة الإيقاعية لتکراري التعطيف والترديد من خلال تکرار الترديد في البيت الواحد، أو الجمع بينهما، وإيقاع التعطيف في کل شطر بأکثر من کلمة.
    وضاعف القيمة الإيقاعية لتکرار رد العجز على الصدر بزيادة المساحة المکانية للفظ المکرر في رد العجز على الصدر، فجعله يتخطى الکلمة إلى اثنتين وثلاث کلمات.
    وضاعف القيمة الإيقاعية لتکرار التوازي من خلال جمعه بين إيقاع التوازي وإيقاع التماثل اللفظي، ومن خلال زيادة حيز التکرار اللفظي في بنية التوازي، فکرر أکثر من لفظة بين بنيتي التوازي في الشطرين.
    وضاعف القيمة الإيقاعية لتکرار الجناس من خلال تقليل الحيز المکاني بين لفظي الجناس، وزيادة حيز التماثل الوزني، بتکرار لفظ إلى جانب لفظي الجناس، والاتيان بلفظي جناس آخرين على نفس زنة لفظي الجناس الأولين، وإيراد لفظي الجناس في آخر عجز البيت، فيکونان بمثابة قافيتين للبيت، ومن خلال تعديد الجناس لنفس لفظ الجناس في البيت أکثر من مرة.
    وضاعف القيمة الإيقاعية لتکرار طباق السلب من خلال إتيانه بلفظي تکرار طباق السلب في صدر شطري البيت، فيشکلان مرتکزا إيقاعيا في صدر کل منهما، ومن خلال التقارب المکاني بين لفظي طباق السلب، ووقع ذلک عنده خمسا وعشرين مرة.
    وضاعف القيمة الإيقاعية لتکرار القلب من خلال زيادة الکلمات التي يقع بها، ووضعها في قالب التوازي، کما في قوله: "الميت لا يدري بحالة قائم، والحي لا يدري بحال موسد".
- لم يقتصر الشاعر بصور التکرار السبع السابقة على جانب الإيقاع فحسب، فتخطى بها إلى دلالات بلاغية، فکان من المعاني البلاغية التي أتى لها التعطيف والترديد المخالفة وافتعال منطق جديد مغاير للمنطق المعهود في هذه الأشياء، والتأکيد، والتفسير والبيان، والاستيعاب والشمول، وتأکيد المدح.
    وکان من المعاني البلاغية التي أتى لها الجناس التنويع الدلالي، والتأکيد، وکان من المعاني البلاغية التي أتى لها طباق السلب زيادة المدح والمبالغة فيه، والتأکيد، وإيضاح مفهوم لفظ عنده.
    وکان من المعاني البلاغية التي أتى لها القلب إفادة المبالغة في الوصف، والتأکيد، والإيضاح من خلال سياق المفارقة.
- خضع الشاعر في بعض صور التکرار الإيقاعي لديه لضرورتي الوزن والقافية، کما في جناس الاشتقاق بقوله: "حُلْوُ الْفُکَاهَةِ وَالْقَرِيضِ مُهَذَّبٌ، أَقْلامُهُ عَسَّالَةٌ وَعَوَاسِلُ"، وکما في القلب بقوله: "وَيْحِي تَرَى هَلْ لَنَا فِي الأَرْضِ مُجْتَمَعٌ، وَهَلْ تَرَى شَمْلَنَا فِي الدَّهْرِ يَلْتَئِمُ".
- تحقق الترابط النصي في نفحة الريحان من خلال أربعة أشکال للتکرار، هي: التکرار المحض، والتکرار غير المحض، والبنية الإيقاعية، والتوازي.
- وقع الترابط من خلال التکرار المحض مائتين وأربعا وسبعين مرة، وتفاوت حيز هذا الربط، فوقع بين بيتين وثلاثة وأربعة أبيات، واتسع ليربط بين القصيدة في أربعة وعشرين موضعا.
- تعددت السياقات التي أتى فيها التکرار المحض، فأتى في سياق التفسير، وفي سياق التعليل، وأتى أخيرا في سياق الوصف.
- ووقع الترابط من خلال الترادف أو شبه الترادف أربعا وعشرين مرة، ومن خلال الإضافة المتکافئة أو إعادة الصياغة عشر مرات، کرر فيها الشاعر معنى العبارة دون لفظها.
- ووقع الترابط من خلال البنية الإيقاعية ثماني عشرة مرة، وفيها تم الربط من خلال اتحاد اللفظ في الوزن العروضي بين بيتين فأکثر، أو من خلال الاتحاد في صيغة صرفية معينة، ولم يتعد الشاعر –هنا- صيغة "أفعل" التفضيل.
- ووقع الترابط من خلال التوازي الرأسي سبع عشرة مرة، واتخذ ثلاثة أشکال طولا، فتارة يشغل بعض الشطر من البيت، وأخرى يشغل الشطر کاملا، وثالثة يمتد إلى بعض الشطر الآخر من البيت.

الكلمات الرئيسية