الحجاج في القرآن الکريم رؤية جديدة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية.

المستخلص

نستطيع أن نذهب إلى أن غايات الخطاب القرآني متنوعة ، وهذا التنوع يؤدي بالضرورة إلى تنوع الأساليب ، فلا يمکن أن نقطع بحجاجية الخطاب القرآني ، فليس القرآن کله حجاجا کما يزعم بعض الدارسين کما أسلفنا خلال البحث .
فالحجاج مختلف عن الإقناع ، فالحجاج من غاياته الإقناع ، وليس الإقناع دائما يتخذ وسائل الحجاج ، فغاية الخطاب تشکل طريقة صوغه.
فهناک خطاب تعليمي غايته توصيل التشريعات والآداب والتمکين لها في النفوس والعقول ، وهناک خطاب تثبيتي غايته تثبيت النفوس والقلوب ؛ کي تستطيع مواصلة الوظيفة التي نيطت بها.
وهناک خطاب إقناعي يکون عند غياب التحريم الصريح أو الإباحة الواضحة ، فيکون الأسلوب مشتملا على عناصر الإقناع العقلي والعاطفي التأثيري .
وهناک خطاب حجاجي جدلي غايته إفحام الخصم ، ويکون مشتملا على الحجج المنطقية والاستدلال العقلي ، وتکون الصورة البيانية ذات دور ثانوي خلاله.
فالخطاب القرآني خطاب کوني يخاطب الجميع ، وهذه الخصيصة جعلته مشتملا على ما يناسب کل متلق ، وهذا التناسب أو المناسبة يکون مؤثرا في الأسلوب أو التشکيل الأسلوبي الذي يتناسب مع المتلقي.
ولا ينبغي أن ندرس القرآن الکريم دون معرفة هذه الغايات ، وعلينا أن نراعي خصوصية هذا الخطاب ، وأن نکون حذرين من تطبيق قواعد جامدة تصدق على الخطاب الشعري أو غيره على الخطاب القرآني.
هذا ولست أزعم الإحاطة بجوانب ما قصدت إليه ، فقد قصدت نبعا لاينضب ، ومعينا لا ينقص ، فقد جانب الصواب من ظن أنه أحاط بغايات ودلالات القرآن الکريم ، ولکني أردت أن أسهم في خدمة هذا السفر الخالد ، وأن أوضح بعض ما أخل بالانطلاق الصحيح لدراسة القرآن الکريم بلاغيا.

الكلمات الرئيسية