عناصر الجيش العباسي وآثارها السياسية على الخلافة العباسية من 132هـ-232هـ/ 749-836م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ، کلية الآداب، جامعةالأميرة نورة بنت عبدالرحمن.

المستخلص

لم يعتد العرب في حروبهم في شبه الجزيرة العربية على الجيوش المنظمة، کما کان سائد في الأمم الأخرى کالفرس والرومان. وکان الجيش الإسلامي في صدر الإسلام يعتمد على العنصر العربي بشکل رئيسي، وکان لهذا التنظيم في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون، شروط ومواصفات أدت إلى تماسک الأمة المقاتلة. ولما جاء العصر الأموي اعتمد أيضاً على العنصر العربي حيث تکون جيشه من العرب اليمانية والمضرية، فانضموا للحملات العسکرية لنشر الإسلام وحماية الدولة. ولکن منذ أواسط العصر الأموي، ضعفت الدوافع المحرکة للأمة المقاتلة، وضعف تماسکها وثارت العصبيات القبلية والمطامح الشخصية، مما أدى إلى انفراط عقد الأمة المقاتلة.
وقد تنبه العباسيون منذ بدء دعوتهم لهذه المساوئ، وتنبهوا إلى ضرورة وجود الترابط بين المقاتلة، وسارعوا إلى تسجيل المقاتلة في ديوان (شيعة بني العباس) حسب قراهم ومدنهم، لا حسب قبائلهم وعشائرهم. وأصبح الجند الهاشمية أول نواة لجيش نظامي يعتمد على الانتماء للدعوة لا للقبلية.
وهکذا فإن العصر العباسي شکل تحولاً في المؤسسة العسکرية، بعد أن کان في صدر الإسلام والعصر الأموي يقوم على أساس أن کل مسلم قادر مسجل في ديوان العطاء مستعداً للقتال، وينضم للحملات العسکرية للجهاد في سبيل الله وحماية الدولة والدفاع عنها، وبانتهاء الحرب يعود المقاتلة إلى أسرهم في المدن والأمصار. ولکن الدولة العباسية منذ نشأتها بدأت خطة جديدة لبناء جيش نظامي محترف، يتکون من فرق من الجند المحترفين، ولم يکن لديهم عمل آخر غير العسکرية، حيث يتدربون في وقت السلم، ويتقاضون عطاؤهم ويقاتلون وقت الحرب.
وبهذا التحول انفصل مفهوم الجيش المحترف عن مفهوم الأمة المقاتلة، ومن هذا المنطلق کان الجيش العباسي أول جيش نظامي محترف في الإسلام.
ومن هنا وقع الاختيار على دراسة (عناصر الجيش العباسي وآثارها السياسية على الخلافة العباسية)، محاولة من خلال الدراسة بإذن الله إعطاء صورة واضحة ومفصلة عن التطورات التي شهدها القطاع العسکري في تلک الفترة، والتغيرات التي دخلت على أنظمته ودورها في حماية الدولة من الفتن والاضطرابات، ومن أعدائها المجاورين لها في الحدود.

الكلمات الرئيسية