المعيار والانزياح قراءة فى نظرية عمود الشعر

المستخلص

تولدت قضية عمود الشعر من رحم الصراع بين الجمعى والفردى وبين الثابت والمتحول وبين من يحل التراث بوصفة ثمرة العقول العربية ونتاج فکرها ومن يستجيب لنداء العصر وحاجاته وقد تمحور هذا الصراع حول ادبية النص وسماته الجمالية اذ يراها انصار عمود الشعر ماثلة فى اشعار القدماء الذين استوفوا فى نظرهم کل خصائص الجمال لأنهم سبقوا کل معنى بديع وحيلة لطيفة ولانهم خصوا بمتانة الکلام وجزالة المنطق وفخامة الشعر ومن ثم فلا مناص امام المحدثين من محاکاة هذا التراث وتمثل مبادئة وأصوله وقدوة أهل البديع والاقدر على التعبير عن روح عصرهم فضلا عما فى أشعارهم من تماسک وتلاحم وتلطف فى التخلص والانتقال من غرض الى آخر وذلک على خلاف القدماء الذين سلکوا فى هذا السبيل مسلکا واحدا لا تدرج فيه ولا تلطف وبين هؤلاء وأولئک وقف فريق ثالث موقفا توفيقيا وسطا يحتکم من خلاله الى فنية الشعر لا الى العصر الذى قيل فيه قديما کان ام حديثا ويؤمن فى الوقت ذاته بان استمرار الابداعية الأدبية عند أى شعب يقوم على المحافظة على توازن لا شعورى بين التقليد بمعناه الاوسع وهو الشخصية الجماعية ان صح هذا التعبير محققة فى ادب الماضى واصالة الجيل الحى.

الكلمات الرئيسية