النزاع بين أفغانستان وباکستان والموقف الدولي 1947- 1958

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

تعد العلاقات الأفغانية الباکستانية من الموضوعات المهمة التي تحتاج إلى دراسة أکاديمية لندرة الدراسات التاريخية التي تناولتها، نظراً لحاجة المکتبة العربية والإسلامية إلى دراسات موثقة تعالج مثل هذا الموضوع، إذ أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين يحکمها مجموعة من العوامل، ومن ثم جاءت الدراسة لتوضح طبيعتها ومراحل تطورها. شکلت العوامل الجغرافية إحدى التحديات التي واجهتها، فکان لقضية الحدود
([1]) السياسية، فضلاً عن وجود مسألة مشترکة بين البلدين، وهي انتشار القبائل البشتونية على حدودهما، وعلاقة هذه القبائل مع حکومتي البلدين، بجانب المسائل الاقتصادية، ولاسيما وأن أفغانستان دولة حبيسة، ومنفذها البحري الوحيد عبر الأراضي الباکستانية، دورها في توجيه العلاقات بين الجانبين، کل هذه الأمور وغيرها انعکست على طبيعة العلاقات بين البلدين، وأکسبتها بعداً بالغ الأهمية، وذلک منذ خروج باکستان إلى حيز الوجود عام 1947 وحتى وقتنا الحاضر؛ فکثيراً ما شهدت العلاقات بين البلدين توترات سياسية عديدة، کادت أن تؤدي إلى قطيعة دبلوماسية أو صدام عسکري بين الجانبين؛ وذلک لعدة جوانب منها ما يتعلق بالمتغيرات السياسية في کلا البلدين، فضلاً عن التدخلات الإقليمية والدولية التي کانت تنحاز لطرف على حساب الآخر، کل وفقاً لمصالحه وأهدافه وغاياته. وعلى أية حال مرت العلاقات الأفغانية الباکستانية بمراحل عدة، تغلبت فيها أوجه الخلاف والنزاع على أوجه التشابه والاتساق، فعلى الرغم من کونهما يجمع بينهما روابط الدين والجوار واللغة والعرق، فإن أوجه الخلاف والنزاع کان لها الغلبة؛ لاعتبارات کثيرة أهمها وأبرزها مشکلة ترسيم الحدود بين البلدين، فهي مشکلة معقدة، إذ أن معالم الحدود بينهما متداخلة وغير واضحة، فليس هناک حواجز طبيعية تميز بين البلدين تشکل حداً فاصلاً بينهما. ولا شک أنه کان لبريطانيا وسياستها الاستعمارية في تلک المنطقة الدور المهم والفاعل فيما عاشته ولا زالت تعيشه من مشکلات إلى الآن. فقد ورثت عن حکومة الهند البريطانية ترکة مثقلة بالمشکلات والنزاعات سواءً کانت عرقية أو طائفية أو حدودية.

الكلمات الرئيسية