الحيوان والطير في البيوت السلطانية المملوکية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

المستخلص

لترفيه والتسلية وسيلة هامة يقبل عليها الناس لقضاء وقت فراغهم، وجانب مهم في حياة الشعوب الاجتماعية للترويح عن نفوسهم، ولتربيض عقولهم وأبدانهم، ولذا فإننا نجد أن لکل أمة وسائل الترفيه والتسلية الخاصة بهم والتي تتفق مع عاداتهم وتقاليدهم. ولقد تعددت وسائل التسلية والترفيه في جميع العصور، ولاسيما العصر المملوکي الذي تعددت فيه تلک الوسائل، فمنها ما اتصل بالفنون أو الرياضة أو الفروسية وغيرها، ومن تلک الوسائل التي شملت جانباً خاصاً في حياة سلاطين المماليک اهتمامهم بالحيوان والطير على مختلف الأنواع، کشغف سلاطين المماليک باقتناء الحيوانات والطيور، وحرصوا على اقتناء کل ما هو غريب منها، خاصة وأن ما يذکر أن من ”لطائف طبيعة مصر أن بها أنواعاً مختلفة من الدواب من خيل وبغال وحمير وبقر وجواميس وأغنام وماعز، ومما يوصف من دوابها الجياد الحمر لفراتها، والبقر والغنم لعظمها، وبها الأوز والدجاج والحمام، ومن الوحش الغزلان والأنعام والأرانب.([1]) وعرف أن من طباع أهل مصر القدرة على ترويض تلک الحيوانات والطيور وهذا ما أشار إليه (ابن خلدون) في مقدمته حيث قال: ”أنهم يعلمون الحمر الأنسية، والحيوانات العجم من الماشي والطائر مفردات الکلام، والأفعال مما يستغرب بدورها ويعجز أهل المغرب عن فهمها”([2]) فطبيعة مصر بما فيها من وفرة تلک الحيوانات والطيور، وتعامل الناس معها واستخدامها کوسيلة من وسائل الترفيه عن أنفسهم، فضلاً عن حياة الترف واللهو التي تمتعت بها مصر في عصر سلاطين المماليک، کل ذلک أعزى سلاطين المماليک بالتفنن في الاستمتاع بتلک الثروة من الحيوانات والطيور وجعلها وسيلة من ضمن الوسائل المتعددة للترفيه والاستمتاع بمباهج الحياة. ويبدو أن الدافع وراء اهتمام السلاطين المماليک بالحيوان والطير حبهم للألعاب الرياضية المتصلة بالحيوان والطير، حيث عنوا بالفروسية وسباق الخيل، والرماية، والصيد وغيرها من الألعاب المختلفة التي سيأتي ذکرها في موضعها.

الكلمات الرئيسية