مشاهد الزفاف المصورة على الفخار اليوناني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

)
إن الطقوس والعادات التي تعد بمثابة نقطة تحول في الحياة من مرحلة إلى أخري هي الزواج والذي جذب انتباه العديد من الثقافات المختلفة. فهو احتفال يهدف إلى تغيرات کبيرة ليس فقط في حياة العريس والعروس بل في حياة عائلتهم. هذه التغيرات ورد ذکرها في المصادر الأدبية من خلال طقوس الاحتفالات والأدوات والأغاني التي تعلن عن تحول العروسين إلى زوجين شرعيين أمام المجتمع. ([1]) ولاشک أن زفاف الشاب أو الفتاة هو حدث هام في حياة أسرتيهما. وهکذا کان الحال في المجتمعات القديمة وخاصة المجتمع اليوناني. وقد وصلتنا العديد من المعلومات عن إجراءات الزفاف وتقاليده بل والقوانين المتبعة بشأنه. غير أن رسوم الفخار اليوناني قد أمدتنا بغير ذلک من التفاصيل الهامة التي من شأنها أن تقدم لنا صورة أکثر وضوحاً لذلک المجتمع اليوناني، صورة قريبة من الأسرة ومن المجتمع سواء من جوانبيه الحياتية الدنيوية أو الدينية من خلال مشاهد الزفاف الآلهة ومن غير المستغرب أن معظم مشاهد زفاف الإلهة تصور طقوساً وإجراءات اتبعها البشر تبرکاً بآلهتهم وتيمناً بها مثلما وجدنا تصوير زواج الإله زيوس وهيرا (صورة رقم 1). على طبق أتيکي من طراز الصورة الحمراء يظهر الاحتفال بالعرس حيث يجلس العروسان في مواجهة أحدهما الأخر ويتکئ زيوس على ذراع المقعد ويحلى رأس زيوس بتاج من أوراق الغار وإلى جواره الصولجان الذي يتشابک مع صولجان هيرا ويرفع زيوس ذراعه الأيمن يربت به على کتف هيرا ومن خلف زيوس يقف جانيمد، أما هيرا فتظهر والحجاب علي رأسها، ويغطي نصف وجهها، ومتوجة بتاج أنيق وتمسک في يدها الصولجان کما تظهر هيرا تکشف الحجاب عن وجهها بجوار زيوس على الأفريز الشرقي لمعبد البارثنون([2]) (صورة رقم 2).ويتکرر نفس المشهد على نفس الإناء حيث يظهر بوسيدون يوم زفافه على: امفتريتي ويمسک بيمناه الشوکة الثلاثة وعلى رأسه تاج الغار ويتکئ على ذراع المقعد بنفس وضع زيوس وتجلس امفتريتي أمامه، ويفصل بين المشهدين عمود وکأن الحفلين يحدثان في وقت واحد ومکان واحد. وهو الأمر الذي لم نعرفه من المصادر الأدبية([3]). وقد صور زواج الإله ديونيسوس واريادني على امفورا أتيکية من طراز . الصورة السوداء([4])، (صورة رقم 3) وفيها يقف ديونيسوس متوجاً بإکليل من أوراق الغار يحمل الکنثاروس ليقد الشراب إلى عروسه الواقفة في مواجهته متوجة بإکليل الغار أيضاً بينما نمت أوراق العنب وعناقيده حولهما ويقف اثنان من الساتيروي ورائهما. وأيضاً تم تصوير هيراکليس وهيبي على بيکسيس أتيکية ترجع إلى حوالي 500 ق. م. من طراز الصورة الحمراء([5]. (صورة رقم4) تظهر هيبي يوم عرسها على هيراکليس البطل المؤله الذي زوجه الأرباب وهي متوجه بإکليل بسيط ترتدي الحجاب المنسدل على ظهرها وعباءة مزخرفة ويطير من خلفها ايروس إله الحب يمسک بالحجاب على ظهرها. أما هيراکليس يمسک هيبي بيده اليمنى أما اليسرى فحمل بها الهراوة، وتسدل على ظهره عباءة قصيرة بينما يف هيراکليس عاري.

الكلمات الرئيسية