أخطار التجوية الملحية على المنشآت بمدينة الإسکندرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

عد التجوية الملحية من الأخطار الرئيسة على المنشآت في مدينة الإسکندرية سواء کانت أثرية قديمة أو منشآت حديثة، وخاصة في ظل الأحوال المناخية التي تتصف بالتغير ما بين الرطوبة والجفاف، خاصة في الأجزاء الشمالية القريبة من سواحل البحر المتوسط، وتعد الأملاح العامل الرئيسي في تلک العملية، حيث تؤدي إلى تجوية مکونات البناء التي تم بناء المنشأ منها، حيث إن تتابع الرطوبة والجفاف يؤدي إلى تبلور الأملاح أو تمددها داخل مواد البناء، وبذلک تتأثر متانة وتماسک وقوة الترابط داخل مواد البناء. والتجوية الملحية عبارة عن تغلغل بلورات الأملاح داخل المسام والشقوق بمادة البناء، مما يؤدي إلى تحللها، وقد تحدث تلک العملية کذلک نتيجة ارتفاع منسوب الماء الأرضي وانخفاضه، وبخاصة إذا کانت نسبة الأملاح بتلک المياه عالية کما في المناطق الساحلية، ويرجع تصنيف التجوية الملحية إلى نوعي التجوية الميکانيکية والکيميائية، حيث تتضمن عمليات کيميائية ولکن تأثيرها في تفکک الصخر يعد بداية لعمليات تجوية ميکانيکية (محمد صبري محسوب، 2002، ص292). وأکثر أنواع الأملاح انتشاراً هي الکلوريدات والکربونات والکبريتات والنيترات، وتکمن خطورة تلک الأملاح في قدرتها الکبيرة على امتصاص المياه الموجودة بمادة البناء، مما يتسبب في تبلورها وحدوث إجهادات Stresses تضغط على جوانب مادة البناء وتفککها مما يؤثر کثيراً في ضعف الصخر وتفککه، وتتعدد العوامل المؤثرة في زيادة نشاط عمليات التجوية الملحية مثل التباين في درجات الحرارة والرطوبة وتساقط الأمطار وتذبذب منسوب الماء الأرضي، وکذلک الترکيب المعدني لمواد البناء المستخدمة في إنشاء تلک المنشآت، ولذلک تأثير کبير على المنشآت في کثير من المناطق بمدنية الإسکندرية، خاصة تلک المتاخمة للبحر. ويتناول هذا البحث عمليات التجوية الملحية بمدينة الإسکندرية من خلال تحديد بعض المواقع ودراسة أثر التجوية الملحية فيها، وقد تم مراعاة اختيار تلک المواقع بحيث تغطي منشآت أثرية قديمة ومباني حديثة تم إنشاؤها في النصف الثاني من القرن العشرين، کذلک تمت مراعاة اختلاف مواد البناء المستخدمة في إنشاؤها فبعضها منحوت من صخور جيرية والبعض الآخر من الطوب الحراري، أو من الجرانيت.

الكلمات الرئيسية