الشيب والشباب في الشعر العربي القديم.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

نجد الشعراء القدامى قد تأثروا تأثيرا کبيرا بظاهرتي الشيب والشباب واختلفت مواقفهم ومشاعرهم اذاء هاتين الظاهرتين وحسب المواقف التي تتطلب تغليب أحدهما على الأخر أو تساوي الکتفين وبخاصة في غرض المديح الذي کان يحشد له الشعراء کل طاقتهم البشرية والذهنية کما نجد ان الشيب والشباب قد ذم ومدح بالنسبة للرجل، أما بالنسبة للمرأة قد کان الاتجاه واضحا، فقد امتدح شبابها دائما وذم شيبها ابدا فلم نجد شاعرا واحدا يهجو شباب امرأة لانهم کانوا يهوا الشباب من جهة النزق والجهل والطيش والخفة وهذه أمور أحبها في المرأة وشجعوها عليها، کما لم نجد شاعرا واحدا مدح شيب المرأة لأنهم ذموا الشيب من ناحية المرض والضعف الجسماني وأنه نذير الموت والفناء وذهاب الجمال والرونق والبشاشة وهذه الأمور نفروا منها بالنسبة للمرأة والرجل على السواء. وان مدحوا الرجل الشيخوخ بالحکمة فلم يکونوا بحاجة ماسة الى حکمة المرأة وعقلها ولم يکن هذا الجانب من الجوانب التي تهممهم أو تستهويهم في صفات المرأة بل ربما کانت من الصفات التي تصرفهم عنها لأنها لا تحقق – حينئذ – عنصر التفوق والتميز الذي يسعى اليه الرجل العربي في العصر الجاهلي وقد تکون المرأة في العصر الجاهلي قد حققت مکانة اجتماعية کبيرة وتزعمت – أحيانا – قبيلتها وکان لها دور في الزعامة والقيادة والشرف ولکنها على اي حال لم تمدح في أشعارهم بهذه الصفات، ربما مدحوا قدرتها على انجاب الرال الابطال وتنميتهم وتربيتهم لان ذلک يتثق مع صفاتها الأنثوية التي شغفتهم في المرأة ولکنهم – أبدا – لم يمتدحوا بطولتها أو شجاعتها أو قوتها سواء الجسمية أو العقلية. 

الكلمات الرئيسية