ديوان محمد إبراهيم دهشان.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

ولـِدَ الشاعر« محمد إبراهيم خليل دهشان » بـ« قريـة الزنکلون » التـابعة لـ« مرکز الزقازيق » بـ« محافظة الشرقية » فى الأول من أغسطس سنـة ألف و تسعمائة وثلاثة وعشرين من الميلاد ، وتُوفى فى الرابع من نوفمبر سنة ألف وتسعمائة وستة وثمانين من الميلاد .
وهو ابن الشيخ « إبراهيم خليل دهشان » ( أحد مشايخ قرية الزنکلون المعدودين ). و کان « الشيخ إبراهيم » يعمل مراسلاً للصحف والمجلات التى کانت تفتح أبوابها أمام الشعراء والکتاب وغيرهم من المثقفين الذين ينشرون من خـلالها نتـاجهم . ويأتى على رأس هؤلاء الشعراء : « أحمد شوقى » و« حافظ إبراهيم » اللذان کانت الصحف تتبارى فى نشر قصائدهما ، و قد تُوفــيا فى سـنة ألف وتسعمائة واثنتين و ثلاثين من الميلاد ، أي فى الحقبة التي وُلد فيها وعاش صباه وقدراً من شبابه ، قد ساعدت کثيراً علي تفتح الموهبة الشعرية للشاعر « محمد إبراهيم دهشان » 
وکان الشاعر مجتهداً فى دراسته ، يسعى دائماً إلى التفوق ، فعلى سبيل المثال : کانت الدفعة التى تخرج فيها بـ« الأزهر الشريف » ، ونال بها شهادة « العالمية » تتکون من اثنين وثلاثين طالباً ، وکان هو الأول على زملائه جميعاً .
والجدير بالذکر أن الشاعر کان من أسرة متواضعة الحال ، و کان هو أکبر أخوته ، وأسبقهم فى الحصول على وظيفة بعد تخرجه ، فمن الطبيعى أن يساعد أباه فى الإنفاق على أسرته ، و تلبية ما يحتاجه أخوته الذين لم يکملوا تعليمهم بعد ؛ من هنا کثرت شکوى الشاعر من الفقر وضيق ذات اليد . 
أمـا عن الوظائف التي اشتغل بها وتدرج فيها ، فقد عمل مدرساًُ بـ« الأزهر الشريف »، ثم انتدب للعمل کمدير المکتب الفنى للدکتور « عبد الحليم محمود » ( شيخ الأزهـر )، وکانت آخـر الوظائف التـي شغلها وظيفة موجـه لمادة اللغة العربية بـ « منطقة الزقازيق الأزهرية ». و کما عمل بالتدريس فى « مصر» ، عـمـل به خارجها حيث أُعِير إلـى دولة « اليمن » مـن سنة ألف وتسعمائة واثنتين وسبعين من الميلاد حتى سنة ألف وتسعمائة وستة وسبعين من الميلاد ، وکانت لتجربة سفره إلى « اليمن » آثار أليمة على نفسه، إذ کان قد رُشِحَ للعمل بـ « إمارة الشارقة » بـ « دولة الإمارات العربية المتحدة » ، و نُشر اسمـه ضمن المرشحين لـ « دولة الإمارات » ، لکنه فوجئ بتـعـديل هذا الترشيح إلى « اليمن »، فاعتبر الشاعر ذلک من سوء الحظ ، فضلاً عن الظلم الذى وقع عليه ، وشعر بمرارة مضاعَفة لهذه التجربة : مرارة الغربة ، ومرارة الظلم ؛ ومن هنا کانت شکوى الحظ التى فاضت بها کلماته وعجّ بها ديوانه .
وقد ترک الشاعر نتـاجـاً غزيراً ، منه ما کتبه بالعربية الفصحى ، ومنه ما کتبه بالعامية الدارجة .
وقد سبق لي تحقيق و دراسة النتاج الفصيح للشاعر، وأنا ـ الآن ـ بصدد تحقيق نتاجه العامي و دراسته ، هذا النتاج الذي ظهرت فيه مقدرة الشاعر وموهبته اللتين لا تقلان عما ظهرتا بهما في شعره الفصيح ، وکما تعددت الموضوعات فى الديوان الفصيح ، نرى الموضوعات هنا أيضا متنوعة متعددة ، وإن کان يجمعها خيط واحد هو الشکوي. فالشاعر يشکو الغربة وفراق الأحبة ، ويشکو الحظ الذى قدر له هذا ، ويظهر حنينه لأولاده ، ويعاتبهم على عدم مراسلته ، ويهجو الأحوال والناس فى غربته ، لکنه يستعين على التحمل بالصبر وتذکر الأوطان والتأمل فى الأکوان ، ويبدو أن سبب هذه المعاناة کلها راجع – من وجهة نظره – إلى هبوط قيمة العلم والأدب فى المجتمع ، وإلى سوء أخلاق بعض الناس. 

الكلمات الرئيسية