روما ورهائن قرطاجة عام 149 ق. م.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

 خرجت نتائج البحث بعدة نتائج منهاأن طلب الرومان للرهائن من قرطاجة کان بمثابة ستارا أخفوا نواياهم الحقيقية تجاه قرطاجة ، واستخدموه فى الوقت نفسه سلاحا ذا حدين : فمن ناحية لايهام القرطاجين بإمکانية حدوث الاتفاق بين الطرفين، ومن ناحية أخرى لضغط عليهم لتنفيذ مطالبهم وشروطهم التى تلت طلب الرهائن والتى کانت شديدة القسوة على قرطاجة.
2- أن الرومان کانوا يخون قوة قرطاجة ويقدرون عواقب استعادتها لقوتها على قوتهم ومکانتهم، دل ذلک عدم کشفهم عن أهدافهم الحقيقية ، إلا بعد أن تأکدوا من نجاحهم فى تجريد المدينة من کل ما يمکناستخدامه کوسائل دفاعية فى حالة نشوب الحرب، ونجح الرومان فى خديعة القرطاجيين وساقوهم بمحض إرادتهم الى مصيرهم المحتومالذى لم يستطيعوا الفکاک منه.
3- فرضت الظروف الدولية المحطية برووما حتمية دخولها فى حرب ضد قرطاجة والتخلص منهها نهائيا، ومنها الخوف من ازدياد قوة حليفها ملک نوميديا على حساب قرطاجة ثم انقلابه ضد روما وضد محاولتها الهيمنه على شمال أفريقيا، ومنها الانتصارات التى حققها الرومان فى بلاد اليونان وآسيا الصغرى والتى أدت إلى ازدياد ثقتهم بقوتهم ورغبتهم فى فرض مزيد من السيادة والهيمنة على حوض البحر المتوسط. ومنها اخيرا إعلان مدينة أوتيکا- ذات الاهمية الاستراتيجية فى مال أفريقيا- ولائها للرومان واسعدادها لمساعدتهم فى الحرب ضد قرطاجة ، ومن ثم کانت کل الظروف مواتية وکان عليهم اغتنام الفرصة.
4- اتسمت السياسة الرومانية تجاه قرطاجة بالابتزاز والعمل على إضعاف معنويات سکانها من خلال الضغط النفسي عليهم عن طريق أخذ أبناء صفوة المجتمع کرهائن دون إعطاء أى ضمانات لسلامتهم أو دون أى توضيحات بخصوص مدة احتجازهم أو أماکن إقامتهم، وهذا سوف يدفع بأهالى الرهائن إلى الضغط على أصحاب القرار السياسي فى المدينة حفاظا على حياة أبنائهم وهو ما سوف يؤدى فى نهاية المطاف الى التسليم والرضوخ للمطالب الرومانية دون أى اعتراض أة تردد.