خلق أفعال العباد بين أهل السنة ومخالفيهم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الثقافة الإسلامية ، کلية التربية، جامعة الملک سعود بالرياض

المستخلص

تبين لنا من خلال هذه الصفحات ما وقع من الخلاف بين عدد من الفرق في مسألة خلق أفعال العباد وکيف هدى اللَّه أهل السنة والجماعة للطريق الصحيح والمنهج السليم من خلال إتباع القرآن الکريم والسنة النبوية، ويمکن اختصار هذه النتائج فيما يلي:
1-   أن مراتب القدر أربعة مراتب هي: العلم والکتابة والإرادة والخلق، وقد أنکرت القدرية الأولى مرتبة العلم، وأنکرت المعتزلة مرتبة الخلق والإرادة.
2-   أن بداية بدعة القدر ظهرت في أواخر عهد الصحابة رضي اللَّه عنهم وقد أنکروا هذه البدعة.
3-   عندما نقول بأن اللَّه هو الخالق لأفعال العباد فإننا لا ننفي أن يکون الإنسان عاملاً مکتسباً يستحق المدح والذم.
4-   الجهمية جبرية خالصة تذهب إلى أن العبد مجبور على فعله وأنه کالريشة في مهب الريح لا قدرة له، وليس له أي عمل أو تأثير ولهم في ذلک عدد من الأدلة نظروا إليها من جهة واحدة.
5-   ذهبت المعتزلة إلى القول بأن العبد هو الخالق لفعل نفسه بناء على فهمهم الباطل لنصوص الشرع واعتقادهم بأن أفعال العباد التي فيها ظلم وشر لا يمکن أن يخلقها اللَّه تعالى بناء على ظنهم أن هذا من الظلم الذي ينزه اللَّه عنه.
6-   ذهبت الأشاعرة إلى الإقرار بخلق اللَّه لأفعال العباد لکنهم سلبوا العبد قدرته وإرادته فجعلوا الفاعل هو اللَّه تعالى وأما العبد فهو کاسب فقط.
7-   أما أهل السنة فأثبتوا مراتب القدر الأربعة وأکدوا أن العبد فاعل لفعله على الحقيقة وأنه ينسب إليه المدح والذم بحسب عمله مستدلين بأدلة کثيرة من الکتاب والسنة.
8-   أهل السنة جمعوا بين النصوص وأخذوا بها کاملة بينما الفرق الأخرى نظروا لکل نص بناء على أصولهم الباطلة فأبطلوا دلالة النص الذي يخالف رأيهم.
9-   هذه المسألة جرَّت على أصحابها تبعات أخرى بحسب رأيهم في خلق أفعال العباد فمن قال بأن اللَّه هو الخالق لفعل العبد، وهو الفاعل له حقيقة جعل العبد مجبوراً، وبالتالي نفى عنه الاستطاعة؛ ومن قال بأن العبد هو الخالق لفعل نفسه أوجب على اللَّه فعل الأصلح ونفى تماماً أن يکلف اللَّه بما لا يطاق، وهکذا فکل خطأ في مسألة جرَّ إلى ما بعدها.
أخيراً أسأل اللَّه أن يهدي ضال المسلمين وأن يعيدهم إلى الحق وأن يلهمنا جميعاً رشدنا إنه جواد کريم.

الكلمات الرئيسية