نحو تعريف سيميائي للأسلوب

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية ـ کلية الاداب ـ جامعة الزقازيق

المستخلص

يتعلق مفهوم الأسلوب - منذ بدايات العصور الحديثة وتزايد الوعي بالذات الذي بلغ ذروته مع الجماليات الرومانسية التي ما زلنا نرتبط بها على نحو ما - بخصوصيات الاستخدام الفردي للغة، أي ما تضفيه الذات - حين تتکلم أو تکتب - على السنن اللغوي العام من آثار وتنويعات ومخالفات تؤسس نظاماً لغوياً وسيميوطيقياً خاصاً، قد يصل بالذات - في حالات ما - إلى منزلة العبقري، أو المتنبئ، أو الصوفي. هذه الخصوصيات اللغوية الأسلوبية، أي إنتاج خطاب خاص ومؤسلب، تتوازى مع فردانية الذات وتفردها، وهي لذلک لا تشکل نسقاً صارماً، فهي أقل قابلية للتعميمات، ولا تقبل المقايسة، إنها مجموعة من الاطرادات، أو الاستخدامات اللغوية المتواترة أو المتکررة، التي تخص فرداً بعينه، أي ما يمکن أن يشکل إنجازات أو وقائع (کلامية) شخصية، أو لهجة فردية idiolect. وهو ما قد يسمح بالقول بأن الأسلوب ليس سوى تجريد جمالي للذات/ المؤلف، لا بمعنى أن الأسلوب يوجد في نفس المؤلف وبداخله، تفسره سيرته وحياته النفسية، بل معناه أن المؤلف يتجلى جمالياً، يتجلى موقفه ورؤيته للواقع، أمام القارئ من خلال خصوصيته اللغوية، فالأسلوب "... طريقة في الرؤية على درجة عالية من الخصوصية ...تجعل منه تعبيراً عن فهم ذاتي وخاص ومتفرد للواقع، لا مجرد انعکاس لوقائع شخصية.

الكلمات الرئيسية