الأطر الأبستمولوجية واللغوية للأخلاق عند المدرسة الأبيقورية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كليه الاداب .حامعه بنها

المستخلص

إن الأخلاق الأبيقورية وإن كانت قد بدأت بمبدأ يخيل إلى المرء أنه حسى نفعى مادى وضيع ، فإنها على العكس من ذلك قد انتهت بأخلاق سامية كل السمو لاتقل فى نقائها وسموها على الأخلاق المثالية ،أخلاق يغلب عليها طابع التطهر وقد كان أسلوباً مطروقاً فى ذلك العصر الذى ظهرت فيه المدارس الفلسفية المتأخرة كالأبيقورية والرواقية والأفلاطونية الجديدة
      وعلى الرغم من أن أبيقور قد سما باللذة كما قلنا ، وقدم بعض النظرات الأخلاقية التى تحظى بالتقدير والقبول فإن مذهبه لايخلو من مأخذ وملاحظات نشير إلى أهمها فيما يلى:
1-              نلاحظ أن اعتبار أبيقور اللذة غاية الحياة ومعيار القيم جعله يسلب الفضائل قيمتها الذاتية ، فيجعل قيمة الفضيلة مرهونة بما تحققه من لذة ، وفى ضوء هذا أباح عصيان القوانين متى حقق هذا منفعة للمرء ولم يصبه من وراء العصيان أذى ، بل أباح الخروج على مبدأ العدالة وإيقاع الظلم بالناس متى ترتب على ذلك لذة أو نفع ، وكان صاحبه بمأمن من انتقام الناس ، فطمأنينة النفس هى فى نظره أقصى أمانى الإنسان .
 
2-              أن هذا المذهب قام على أساس ميتافيزيقى ونفسى ملىء بالأخطاء فتفسيره للعالم تفسير مادى صرف وزعمه بعدم تدخل الإراة الإلهية فى أحداث الكون ، وانصراف الألهة إلى شئونهم، وتفسيره للنفس تفسيراً مادياً يستلزم عدم خلودها، كل هذه الأفكارتعد تصورات خاطئة فى نظر العقل والدين.
تتسم فلسفة أبيقور بالنزعة الإنسحابية ومرجع ذلك أن الحياة حركة دائبة وصراع متصل وهذه النزعة كفيلة اليأس والإستخفاف بالطموح ولاسيما فى عالم فياض بالحيوية والنشاط ، ولاشك أن الإنسحاب من الحياة نزوع تأباه مقتضيات الحياة الإجتماعية فى المجتمع المعاصر

الكلمات الرئيسية